الكسل الإبداعي هل سمعت مسبقاً عن الكسل الإبداعي أو Creative Leisure؟
ربما يكون هو المفهوم الذي تحتاج لمعرفته ليزيد من حبك لعملك وإنتاجيتك، تابع معنا!
الكسل الإبداعي هل طرأ على بالك مسبقاً أن تتمكن من تقديم أفكار إبداعية في مجالك أثناء استمتاعك بلحظات ترفيهية جميلة؟ هذا ما نسميه الكسل الإبداعي.
لعل الكثير من الأشخاص شارك مؤخراً مشاكله في العمل من المنزل (والذي أصبح توجه عالمي منذ ظهور COVID-19) إلا أنه وفي الحقيقة يمكن للكسل الإبداعي أن يأتيك بأفكار لم تخطر على ذهنك من قبل، فالتركيز والاسترخاء والتأمل يجذب الكثير من الإيجابيات، لذا، حسب قول أحد الحكماء في مدح فوائد التأمل «لا يكفي عمر واحد لتأمّل شجرة».
مع أن كلمة “كسل” ارتبط بكونها صفة سلبية، إلا أن لها شأن آخر في مصطلح الكسل الإبداعي، فهنا الأمر لا يرتبط بالتسويف والتأجيل أو اللامبالاة.
إذاً، ما هو الكسل الإبداعي (Creative Leisure)؟
هو القدرة على الجمع بين إنجاز الأمور المهمة والقيام بأمور ترفيهية في آن واحد، مما يساعد دماغك على الاسترخاء وتتمكن من التفكير في أمور أخرى غير التفكير فقط في العمل.
ظهر هذا المفهوم في سنوات 2000، عن طريق دراسات تم القيام بها من خلال الأستاذ وعالم الاجتماع الإيطالي (دومينيكو دي ماسي – Domenico de Masi).
يدافع هذا الباحث عن فكرة إدخال بعض الأنشطة الترفيهية خلال العمل اليومي، باعتبارها استراتيجية جوهرية تساعد الدماغ على الاسترخاء والحصول على أفكار جديدة وإبداعية، وهذا يجعل العامل يشعر بالمزيد من التحفيز للعمل وبالتالي زيادة الإنتاجية.
وما الفرق بين الكسل الإبداعي واللامبالاة؟
ربما ظاهرياً يبدو الأمر نفسه، إلا أن هناك اختلافاً جوهرياً.
ترتبط اللامبالاة بترك الأعمال والوظائف الهامة لكي يتم إنجازها فيما بعد، وتأجيل التنفيذ إلى أطول مدة ممكنة، مما يسبب تراكم للمهام وبالتالي التقصير في العمل.
أما الكسل الإبداعي، فعلى الرغم من أنه ينصح بترك فواصل وفترات زمنية للاستراحة والترفيه أثناء فترات وأوقات العمل، إلا أنه بالمقابل لا يقترح أبداً تأجيل الاعمال أو تركها إلى وقت لاحق أو تاريخ آخر.
بل على العكس من ذلك، إن طريقة الكسل هذه تقوم على تخصيص وقت للراحة أثناء وقت العمل، والهدف من ذلك هو التحفيز على الإنتاجية العالية والإبداع أثناء وقت العمل.
لهذا السبب، اختيارك الأوان المناسب لأوقات الراحة هذه هو أمر أساسي وحاسم، وأن تعرف كيف تميز بين مثل هذه اللحظات الضرورية ولحظات التقاعس أو التأجيل والتسويف هو ما يقودك إلى النجاح.
كيف يعمل الـ Creative Leisure؟
بحسب دراسة عالم الاجتماع الإيطالي السابق، إن الكائن البشري معتاد على إمضاء 3 أضعاف وقته الذي يقضيه في العمل على الراحة وعدم القيام بأي شيء. ومن المهم أن يتم استغلال وقت الفراغ في أمور مفيدة.
لا ينفع أبداً أن نخصص لحظات من الترفيه فقط، بل يجب أن ننظمها بطريقة فعالة وذكية. إن إجبار الدماغ وتحفيزه على تأدية أعمال وأنشطة عندما لا يكون على استعداد للقيام بذلك يمكن أن يكون أسوأ بألف مرة من تنفيذ بعض الاستراحات الصغيرة خلال يوم العمل.

إليك النصائح التالية للكسل الإبداعي، حاول اتّباعها في حياتك اليومية:
1- افهم طبيعة الدماغ الإنساني:
ليست جميع اللحظات الترفيهية إنتاجية، بل إن هذا يعتمد على طبيعة العمل وأيضاً على مدى استعداد دماغك للقيام بأمر جديد.
لا يمكننا اعتبار أن جميع الأفكار الإبداعية تظهر أثناء لحظات الراحة، بل من الضروري أن تحافظ على وجود بعض الاستراحات فقط لمساعدة ذهنك على الراحة. خصوصاً إذا كنت تعمل بطريقة مستقلة أي عامل حر freelancer.
2- حافظ على وجود دفتر لتسجيل الملاحظات دوماً:
من المفيد جداً أن تترك بجانبك دفتراً لتدوين الملاحظات والأفكار، ففي الكثير من المرات قد يكون لديك فكرة جيدة بالفعل، ولكن بعد مضي نصف ساعة تنسى تماماً ما كنت تفكر فيه إذا لم تكتبه أو تترك إشارة أو كلمة رئيسية على الورق، صحيح؟
3- قم باستراحات قصيرة على مدار يوم العمل:
الكسل الابداعي لا يمكن الاستفادة منه بوضع فترات استراحة طويلة، بل بتخصيص فترات زمنية قصيرة (حوالي 15 دقيقة) وضرورية لكي تساعد دماغك على الاسترخاء بعض الشيء للعودة إلى العمل بطريقة أكثر إنتاجية وجدوى.
يُنصَح بالكسل الابداعي لمساعدة جسمك على العيش كما يجب بأسلوب صحي ومريح أثناء عملك وتنفيذك للأعمال اليومية المطلوبة منك، والتي لا تكون دوماً سهلة كما يبدو عليها.
إليك بعض النصائح التي يجب عليك القيام بها لتمضي هذا الوقت بطريقة أكثر متعة، استفد مما يلي:
مقاطع فيديو قصيرة مسلية، أو في كل فترة استراحة تابع مقطع من مسلسلك المفضل.
تناول الأطعمة المفضلة لك يساهم بشكل مباشر في زيادة هرمون السعادة والشعور بالمتعة.
قراءة كتب منوعة وروايات.
لعب لعبة ما على الهاتف أو الحاسب الشخصي، لم لا؟!
الدردشة مع الأصدقاء والأقارب والمعارف.
النوم بشكل كافٍ.
تذكّر دوماً أن السر الكبير لا يتمثل أبداً في كمية الوقت المستهلك في كل أمر، بل يتمثل في طريقة استفادتك من وقتك لتجعل يومك مليئاً بالطاقة والمتعة والسرور والراحة.
خاتمة:
التوفيق بين العمل والراحة أمر جوهري لزيادة إنتاجيتك وتخفيف جهد العمل.
إذاً لا تخف من تقسيم الوقت الذي تعمل خلاله، وتحديد فترات استراحة بين الحين والآخر لمدة تبلغ 15 دقيقة مثلاً، بل إن هذا الأمر ضروري جداً وهو ما سيساعدك على متابعة استمرار العمل بإنتاجية وتركيز.
ما رأيك؟ هل أعجبك هذا المقال من Asfar Tech؟ شاركنا برأيك عبر مساحة التعليقات في الأسفل.